الفارس الصغير
Cant See Images
استطاع جيش الغزاة أن يستولي على أراضي المسلمين في إحدى الدول الإسلامية، فلم يرض المسلمون بذلك وجاهدوا بكل شجاعة وبسالة، ولم يكن معهم إلا السيوف والخناجر، فانهزم المسلمون أمام مدافع الأعداء وبنادقهم الحديثة ومات الكثير منهم.
كان ماهر في السنة العاشرة من عمره، فأراد أن يساعد إخوانه المجاهدين في حربهم ضد الأعداء، فذهب في الليل إلى معسكر جيش العدو، وتسلل إلى مخزن الأسلحة دون أن يشعر به الحراس، واستولى على عدد من البنادق والرصاص (الذخيرة).
أخذ ماهر البنادق التي حصل عليها وذهب بها إلى مائدة المجاهدين في الجبل، وفرحوا به فرحا عظيما، لكنهم خافوا على ماهر أن يقبض عليه جيش الأعداء، لكن ماهرا كان شجاعا فكرر المحاولة عدة مرات، واستولى على عدد كبير من البنادق.
استفاد المجاهدون كثيرا من البنادق التي أحضرها ماهر، وانتصروا في عدة معارك وغنموا، وحصلوا على الكثير من الأسلحة التي جعلتهم يهزمون أعداءهم في الكثير من المواقع، وأصيب الأعداء بالحيرة، ولم يعرفوا كيف حصل المسلمون على البنادق.
أحس الأعداء أن هناك من يأخذ الأسلحة من مخازنهم، وظن القائد أن عددا كبيرا من المجاهدين الشجعان يقومون بهذا العمل الخطير، فأمر القائد بوضع حراسة مشددة على مستودع الأسلحة طوال الليل والنهار.
تسلل ماهر مرة أخرى إلى مخزن الأسلحة، ولم يشعر به الحراس، وأخذ عددا من البنادق والرصاص، وعندما أراد الخروج أحس به الحرس فاجتمعوا عليه من كل مكان، وأمسكوا به وهم لا يصدقون مايرون.
لم يصدق قائد الأعداء عينيه، كيف استطاع هذا الغلام الصغير أن يقوم بهذه المغامرة الرهيبة؟
وأراد القائد أن يستفيد من ماهر” فلم يأمر بقتله وقال له: سأرسلك إلى بلدي لتتعلم وتعيش حياة سعيدة وتكون ضابطا كبيرا في جيشي.
رفض ماهر عرض القائد، وعلل ذلك بأنه لا يمكن أن يخون دينه وأمته ليكون مع الكفار ضد إخوانه المسلمين من أجل متاع الدنيا، فأمر القائد بإطلاق سراح ماهر وهو معجب بشجاعته وقوة أمانته.