تعريف الإسلام:
الإسلام هو الإذعان لله -تعالى- وتسليم العقل والقلب لعظمة الله وكماله ثم
الانقياد له بالطاعة وتوحيده بالعبادة والبراءة من الشرك به -سبحانه– إنّ
الدين عند الله الإسلام والإسلام بمعناه الخاص: «ما جاء به محمد -صلى الله
عليه وسلم- من الدين كله عقيدة وشريعة ومنهاج حياة».
مفهوم العبادة في الإسلام:
العبادة في الإسلام: هي التوجه إلى الله وحده في كل شيء -كما شرع الله-
محبةً لله تعالى وتعظيماً، ورجاء ثواب الله، وخشية عقابه قل إنّ صلاتي
ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين هذا مفهوم العبادة بمعناها العام
وتطلق العبادة بمعناها الخاص على: «شعائر الدين من الصلاة والدعاء والزكاة
والصيام والحج وتلاوة القرآن والأذكار ونحوها».
أركان الإسلام:
هي أصوله وأساساته العملية، التي لا يصح إلاّ بها وهي أركان تعبدية يفعلها
المسلم استجابة لأمر الله وامتثالاً لشرعه قد نعلم بعض حكمها وفوائدها،
وربما نجهل الكثير منها.
الركن الأول: شهادة أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله.
ومعنى شهادة أن لا اله إلا الله: الإقرار واليقين بأن الله -تعالى- وحده
المستحق للعبادة والطاعة المطلقة، وأنه -تعالى- هو الرب المتصرف في الكون
وبيده وحده مقاليد السموات والأرض.
فمن شهد أن إله إلاّ الله فقد أعلن الإذعان المطلق لله -تعالى- والتسليم له وحده بالعبادة والطاعة والتقديس والخضوع.
وأعلن البراءة من كل ما يعبد ويقدس سوى الله -تعالى-، وأنّ كل آلهة يعبدها
الناس من إنسان أو حيوان أو ملك أو جماد أو فكر أو شهوة أو مبدأ أو منهج
ونحوه فهي باطلة.
ومعنى شهادة أن محمدًا رسول الله:
الإقرار له بأنه رسول الله -تعالى- إلى الناس جميعا بشيرا لمن أطاعه،
ونذيرا لمن عصاه، ليخرجهم من الظلمات إلى النور ومن الضلالة إلى الهداية
ومن التيه إلى النهج القويم، وأنزل معه الكتاب «القرآن» مهيمنا على الكتب
وناسخا لها ومشتملا على المنهاج الكامل عقيدة وشريعة، به سعادة البشرية في
الدنيا وخلاصها في الآخرة، ذلك الكتاب المحفوظ المعجز.
وجعل الله سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهي: أقواله وأفعاله وتقريراته
تشريعا تجب طاعته والتزامه بأمر الله قال سبحانه: وما آتاكم الرسول فخذوه
وما نهاكم عنه فانتهوا.
ومن مستلزمات شهادة أن محمداً رسول الله، الإقرار بأنه خاتم الرسل وأنه يجب
على جميع البشرية اتباعه، لقول الله -عزّ وجلّ-: ليكون للعالمين نذيراً
وما أرسلناك إلا كافةً للناس بشيراً ونذيراً وقوله صلى الله عليه وسلم:
"بعثت إلى الثقلين: الجن والإنس" وقوله "واللهِ لا يسمع بي رجل من هذه
الأمة -يهودي ولا نصراني- ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار"وغير اليهودي
والنصراني من باب أولى لأنّ أولئك أهل كتاب وأتباع رسل. وقال: "وبعثت إلى
الناس كافةً (أي جميعاً) إلى قيام الساعة".
التلازم بين ركني الشهادة:
لا يصح الإيمان بالله والإقرار له بالعبودية إلاّ بالإيمان برسوله -صلى
الله عليه وسلم-، واتباعه في جميع شؤون الحياة. لأنّ الله -تعالى- أمرنا
بذلك، وجعل طاعته وعبادته لا تستقيم وتصح إلاّ من خلال شرعه الذي أنزل على
رسوله، فقال تعالى: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم وقال:
أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وقال: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه
فانتهوا.
الركن الثاني: الصلاة:
وهي صلة بين العبد وربه تقام خمس مرات في اليوم والليلة على هيئة وصفة
مخصوصة في أوقات مخصوصة، شرعها الله، فيتوجه بها الإنسان إلى ربه مستقبلا
القبلة «جهة مكة» خاشعا لله -تعالى-.
ومن حكمتها : ربط الإنسان الضعيف المحتاج بربه -تعالى- الغني القوي،
وتحريره من عناء الدنيا ومتاعب الحياة في أوقات معينة يناجي فيها ربه
ويتوجه إليه معظّماً له طالباً منه العون الحمد لله رب العالمين، الرحمن
الرحيم، مالك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين.
فالصلاة صلة بالله العلي الكبير الحي القيوم، يستمد منها القلب قوة وتستمد
منها النفس طمأنينة، وتستمد منها الروح سعادة وهناء . وكان النبي - صلى
الله عليه وسلم - إذا أهمه الأمر أو أصابه عناء قال: «أرحنا يا بلال
بالصلاة» وقال: «حبب إليّ من دنياكم الطيب والنساء، وجعلت قرة عيني في
الصلاة» وقرة العين، عين السعادة والراحة والطمأنينة والأمن.
فالصلاة الخاشعة تكسب صاحبها الأمن والسعادة الغامرة، والطمأنينة والسكون،
وقوة الاعتماد على الله، واستمداد العون منه – تعالى- ومن ثم يشعر المسلم
فيها بلذة تفوق اللذات واستعينوا بالصبر والصلاة ويشعر برقابة الله عليه
فلا يحدث منه ما لايليق إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
الركن الثالث: الزكاة:
ومعناها دفع نسبة من المال في أنواع من الممتلكات أوجبها الله -تعالى -
تبدأ من 2,5% ولاتزيد عن 10% إلا في أحوال قليلة تدفع لأصناف من المجتمع من
المحتاجين، أو لبعض المصالح العامة حددها الشارع كالإصلاح والجهاد، وبها
تحصل منافع كثيرة للمجتمعات والأفراد والدول من التكافل الاجتماعي وشيوع
التآلف والقضاء على مظاهر الشح والبخل والحسد والحقد.
الركن الرابع: الصيام:
ومعناه: التعبد لله -تعالى- بالإمساك عن الطعام والشراب والجماع وما في حكمها من الفجر إلى غروب الشمس خلال شهر رمضان
وللصيام فوائد وحكم معنوية ومادية، منها:
ترويض النفس وتعويدها على الانضباط والصبر، وللصيام فوائد صحية كثيرة أقرَّ
بها الطب قديماً وحديثاً . حينما يتخفف الإنسان من الطعام والشراب بعض
الوقت كما أن الصوم يصفي القلوب ويعمرها بالإيمان والتقوى واليقين، ولا
سيما وهو عمل تعبدي غالبا ما يكون بين العبد وربه.
والصيام كالصلاة يشعر معه المسلم بالصفاء والنقاء والسعادة، ويقوى قلبه
وتسمو نفسه وتسعد روحه حين يمارس هذه العبادة طاعة لله واستجابة لأمره
ورغبة في وعده «للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه».
الركن الخامس: الحج:
وهو قصد بيت الله الحرام «مكة» لأداء شعائر ومناسك معلومة في وقت معلوم على
هيئة حددها الشارع، لمن استطاع إليه سبيلاً، فـي العمـر مرة واحدة إلاّ
لمن تطوع، عبادة لله واستجابة لشرعه، والحج سنة أبينا إبراهيم -عليه
السلام-.
وهو مؤتمر كبير تحضره أعداد كبيرة من المسلمين من شتى بقاع العالم من كل
بلد وجنس يجتمعون في مكان واحد وفي زمان واحد في مناسك متشابهة يتبادلون
المصالح والمنافع الدينية والدنيوية، وتتحقق بينهم أعظم أواصر التكافل
والتعاون والتناصح.
وتمثل أركان الإسلام الخمسة الأسس العملية والشعائر الظاهرة للدين، ولا يتم الدين إلاّ بمجموعها.
تعريف الإيمان ومعناه:
الإيمان في اللغة: التصديق.
والإيمان في الشرع: «أي المدلول الشرعي للإيمان» يشمل ثلاثة أسس:
الأول: يقين القلب وتصديقه وإذعانه.
الثاني: الإقرار باللسان.
الثالث: التطبيق العملي، بعمل الصالحات وترك المنهيات، ويطلق عليه «عمل الجوارح».
ومعنى الإيمان إجمالاً: الإقرار واليقين بالله –تعالى-، وكماله، وعبوديته،
وحقوقه، وبكل ما أمر به وما أخبر عنه من الملائكة، والرسل، والكتب، واليوم
الآخر، والقدر، وسائر الأمور الغيبية، وبكل ما شرعه الله، والعمل بمقتضى
ذلك.
وعليه: فإن الإيمان يشمل الأعمال القلبية؛ من اليقين، والتقوى، والمحبة،
والرجاء، والخوف -أي: لله تعالى-، والتوكل على الله، ونحو ذلك، والأعمال
الظاهرة: مثل فعل الخيرات، وإقامة الصلاة، وعمل الصالحات، وترك المنهيات.
أركان الإيمان:
أركان الإيمان ستة: وقد أخبر بها الرسول - صلى الله عليه وسلم- عندما سأله
جبريل عن الإيمان فقال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر
وأن تؤمن بالقدر خيره وشره من الله -تعالى-".
معنى الإيمان بالله:
الإقرار بربوبيته أي أنه الخالق المدبر للكون بيده مقاليد كل شيء وهو على كل شيء قدير.
وبإلاهيته: أي أنه -تعالى- وحده المستحق للعبادة والطاعة.
وبأسمائه وصفاته: أي أنه -تعالى- له الكمال المطلق والأسماء الحسنى والصفات العلى على جهة الإجمال.
والإيمان والإقرار بكل ما سمّى الله به نفسه أو سمّاه به رسوله -صلى الله
عليه وسلم- مثل: الله، الحي، القيوم، العلي، العظيم، الرحمن، الرحيم،
الملك، القدوس، العزيز، الجبار، ذو الجلال والإكرام.
والإيمان والإقرار بكل ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله -صلى الله
عليه وسلم- من الصفات والأفعال مثل: الرحمة، والمحبة، والرضا، والنزول،
والمجيء والكلام وغيرها.
كل ذلك من غير تشبيه لله بالخلق، ولا تشبيه للخلق به.
والإيمان بالملائكة:
يعني: الإقرار بأن هناك خلقًا من مخلوقات الله الغيبية، والله سماهم
الملائكة مكلفون عقلاء لهم صفات خلقية وخلقية لا يعصون الله أبداً ويفعلون
ما يؤمرون، ولهم أعمال ومهمات؛ كالنزول بالوحي، وإنزال المطر، وتسيير
السحاب، وإطباق الجبال، وكتابة مقادير الخلق، وكتابة أعمال الإنسان، ومنهم
حملة العرش، وخزنة الجنة، وخزنة النار وغيرهم. الإيمان بهم على جهة الإجمال
وبمن سمي لنا منهم على جهة التفصيل مثل جبريل ومكائيل وإسرافيل وغيرهم.
والإيمان بالملائكة يشعر المؤمن بعظمة خلق الله -تعالى- وبديع صنعه وشرعه
وبالطمأنينة والأمن النفسي، وبالرقابة التي تجعله يلتزم الخير والفضيلة
ويكف عن الشر والرذيلة.
وتشعره بوجود عوالم خيرة من حوله تعمل الخير وتعين عليه وتنفر من الشر
وتمقت فاعله، جعل الله لها رقابة على عمل الإنسان فإذا استشعر الإنسان
وجودها من حوله ازداد تعظيما لله –تعالى- وخشية وهيبة وطمأنينة.
والإيمان بالكتب:
معناه أن الله -تعالى- أنزل عن طريق الرسل كتبا على الأمم تضمنت ما شرعه
الله –تعالى- من التوحيد والعبادة والأحكام التي تنظم حياة الناس وتصلهم
بربهم -عز وجل- على نهج يرضي الله -تعالى-، وتضمن لهم السعادة في الدنيا
والنجاة في الآخرة.
ومن هذه الكتب: التوراة والإنجيل والزبور وقد بدّلت وحرّفت ونسخت بالقرآن
الذي أنزل الله إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو باق معجز محفوظ، اشتمل
على نهج كامل لحياة الناس أممًا وأفرادًا إلى قيام الساعة ولا سعادة لهم
إلاّ باتباعه.
الإيمان بالرسل:
وهو الإقرار بأن الله -تعالى- بعث رسلا من البشر اختارهم لإبلاغ ما يريده
الله من الأمم من عبادته واتباع شرعه، مبشرين ومنذرين، آخرهم وخاتمهم محمد
-صلى الله عليه وسلم- وهو رسول لجميع الأمم لا يسع أحدًا من الناس إلاّ
اتباعه فمن أطاعه واتبع شرعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار.
الإيمان باليوم الآخر:
الإقرار بأن هناك حياة أخرى هي الحياة الحقيقية غير هذه الحياة الدنيا يكون
فيها للناس الخلود الأبدي السرمدي، بعد أن يبعثهم الله يوم القيامة
ويجازيهم على أعمالهم فمن اتبع الرسل -صلى الله عليهم وسلم- وأطاعهم دخل
الجنة، ومن أعرض وعصى دخل النار.
والإيمان باليوم الآخر يتضمن عذاب القبر ونعيمه بحسب عمل الإنسان والبعث
والحشر والحساب، والميزان، والصحف، والصراط، والحوض، والجنة ونعيمها،
والنار وعذابها، وغير ذلك مما أخبر الله عنه ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.
والإيمان بالقدر:
معناه: «الإقرار بأن الله -تعالى- علم كل شيء وكتب مقادير كل شيء، وكل شيء بإرادته ومشيئته وأنه خالق كل شيء.
يخلق ما يشاء فعّال لما يريد، ما شاءه كان، وما لم يشأ لم يكن، بيده ملكوت
كل شئ، يحي ويميت، وهو على كل شئ قدير. يهدي من يشاء بفضله، ويضل من يشاء
بعدله، لا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه، خلق الخلق، وقدر أعمالهم وأرزاقهم
وحياتهم وموتهم.
فالإيمان بالقدر يبعث في النفس اليقين والرضا، والطمأنينة، والأمن، والسعادة، والركون إلى الله العلي العظيم.